أن المعاشرة القصيرة العاجلة.. تكون أحياناً مهمة وضرورية ولابد منها في تلبية شهوة ثارت فجأة
على الرغم من أن المعاشرة التي تستغرق وقتاً طويلاً، بما يسبقها من مداعبة وملاطفة ومغازلة ومعانقة، تبعث مزيداً من أحاسيس المتعة والراحة والسرور في نفسية الزوجين، إلا أن المعاشرة القصيرة العاجلة.. تكون أحياناً مهمة وضرورية ولابد منها في تلبية شهوة ثارت فجأة.
تقول الدكتورة كارول فريدلاند- اختصاصية الطب النفسي في نيويورك- إن على الزوجين أن يجدا الوسيلة التي يعربان بها عن التزامهما بالرباط الوثيق الذي يجمع بينهما، حتى ولو استغرقت هذه الوسيلة وقتاً محدوداً، فانتهاز الفرصة الضيقة، أو استغلال الوقت القصير للوصال، يكفي لإبقاء جذوة الحب مشتعلة، ودوافع الرغبة حية متجددة.
وتنقل الدكتورة عن إحدى الزوجات أنها استيقظت من النوم فوجدت زوجها ينظر إليها مبتسماً في شوق وحنان، ورغم أنها فهمت ما يريد، فإنها أوشكت على أن تعتذر له بقولها: الوقت ليس مناسباً الآن.. أو آسفة لقد تأخرت عن العمل أو إنني متعبة والوقت ضيق.. لكن الزوجة -كما قالت- استمعت إلى صوت داخل نفسها يقول لها: ليس هناك ما يمنع اللقاء حتى وإن تم سريعاً.
وتعلق الدكتورة فريدلاند بقولها: هذا هو ما ينبغي على كل زوجين مشغولين أن يقوما به. إن عليهما أن يستغلا حتى أضيق وقت ممكن، وأي ظروف متاحة، كي يعربا عن ارتباطهما وانجذابهما لبعضهما البعض.
وتؤكد أهمية هذه المعاشرة السريعة وضرورتها باحثة أخرى هي الدكتورة لوني باراباخ الطبيبة النفسية في سان فرانسيسكو ومؤلفة كتاب الوصال إلى آخر مدى. فتقول: إن ممارسات الحب السريعة لها رسالة قوية التأثير، فهي تقول للطرف الآخر: إنك تجذبني إليك، ولا يزال للمعاشرة أهمية خاصة في حياتنا.
وفي هذا تقول إحدى الزوجات بأن اللقاءات السريعة مع زوجها جعلت حياتها مثيرة ومتجددة الحيوية رغم مرور 16 سنة على الزواج وإنجاب 4 أطفال، فهي وزوجها يلتقيان في الصباح الباكر، وفي أوقات متفرغة بعد أن ينام الأطفال في غرفتهم، وتؤكد هذه الزوجة أن المشاعر التي تربطها بزوجها مشاعر قوية، واللقاءات السريعة المتعددة وسيلة مؤثرة لزوجين يحبان بعضهما بعضا، ويريدان الخروج من دائرة الملل والحياة الروتينية الرتيبة.
وفي كتابها فن التواصل تقول الدكتورة: جوني كاكوبسون إن الأزواج والزوجات يلجئون أكثر وأكثر إلى ممارسات المعاشرة السريعة بمرور الزمن، فعادة ما ترتبط اللقاءات الساخنة بفترة الافتتان والتوهج الأولى، لكن، مع مرور الزمن، وطول العلاقة ورسوخها، تتسم اللقاءات بالسرعة، خاصة عندما يصبح الزوجان أكثر انشغالاً بتربية الأطفال.
وأجمل ما في اللقاءات الزوجية السريعة خلوها من الأخطاء، أو مظاهر الخلل، لأن أي وسيلة للتواصل والأداء ستكون مقبولة، بسبب عدم الانشغال الزائد بتجهيز المكان، وإعداد الجو الرومانسي من شموع وعطور وارتداء ملابس خاصة، وتحكي إحدى الزوجات أنها لا تشغل نفسها بمثل هذه الأمور، لأن اللقاء يكون يسيراً وسريعاً ولا يحتاج إلى إعداد، فهي تلتقي زوجها في البهو، أو في غرفة الأكل، بل إن إحدى الزوجات قالت إنها التقت زوجها في مكتبه بعد أن خرج آخر موظف ليلاً. وهذا التجديد والتغيير وفّر نوعاً من الإثارة لم تشعر بمثله من قبل.
إحدى الزوجات ذكرت أنها وزوجها كانا في زيارة لوالديه، وأثناء مشاهدة مبارة كرة القدم التقت نظرتاهما، فتركا الصالة وصعدا إلى الطابق الأعلى أثناء الفترة الإعلانية، وبعد انتهاء هذه الفقرة عادا ليشاهدا الشوط الثاني وهما متأكدان أن أحداً لم يشك في ما حدث بينهما. وقد يعترض بعض الزوجات -وربما بعض الأزواج- على اللقاءات السريعة قائلين: إن الإشباع الحسي في هذه الحالة يحتل الصدارة، ويكون في الأغلب على حساب المشاعر العاطفية والنفسية، لكن عامة الأزواج والزوجات يدركون أن المعاشرة نوع من الارتباط الشعوري ووسيلة للإعراب عن الحب والانجذاب معاً.
وثمة اعتراض آخر وهو أن المعاشرة التي لا تزيد عن خمس أو سبع دقائق لا تكون مشبعة تماماً . اللطيف، إلا أننا نقول: ليس هناك ما يدعو إلى القلق، فشعور المرأة بالوصال، وأنها أقرب الناس إلى زوجها، شعور دافئ جميل، ثم لماذا لا تنظر الزوجة إلى اللقاء السريع على أنه نوع من المداعبة الأولى التي يمكن إكمالها للوصول إلى قمة المتعة في وقت لاحق تكون فيه الظروف مهيأة تماماً؟!
يمكن للزوجة أن تحقق مزيداً من اللقاءات مع زوجها، وذلك بترك الأطفال للمربية، أو إرسالهم لزيارة جدهم وجدتهم، فترة من الزمن تسمح للزوجين بالغزل والمراودة والمداعبة ثم اللقاء. ولن يغيب عن أنوثة الزوجة وحسها النسوي كيف تستغل الأوقات الضيقة، وتقتنص اللحظات السعيدة وسط الكم الكبير من الأعباء والمشاغل من أجل أن توثق أواصر الحياة الزوجية لتنعم مع زوجها لتنعم مع زوجها بعلاقة أكثر سعادة مهما امتدت سنوات الزواج وطالت.
يقول صلى الله عليه وسلم: إذا رأى أحدكم امرأة، فوقعت في قلبه، فليعمد إلى امرأته، فليواقعها، فإن ذلك يرد ما في قلبه رواه مسلم. وقال عمرو بن العاص: لا أمل ثوبي ما وسعني، ولا أمل دابتي ما حملتني، ولا أمل زوجتي ما أحسنت عشرتي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق